ثم بعد ذلك توالت هزائم الفرس وأصبح المسلمون على مشارف الحيرة فشعر حكامها بالخوف من قدوم المسلمين واحتاطوا للأمر ووضع المسلمون خطة عسكرية محكمة فترك الفرس الحيرة وفتحها المسلمون وأعطى سيدنا خالد لأهلها الأمان وقبلوا دفع الجزية والخضوع للدولة الإسلامية ودعا أهل المنطقة إلى الإسلام فأسلم على يده الكثير وأصبحت الحيرة قاعدة للجيش الإسلامي.
نَزَل سعد ابن أبي وقاص قصر قديس وهو قصرً قديم غير حصين بين الصَّفَّيْن، فأشرف منه على الناس ، لكنَّ سعدًا لم يتمكَّن من قيادة المعركة في الميدان لجروح أصابتْه في مقعدته وفخذيه، غير أنَّه ظلَّ يخطط للمعركة ويشرف عليها، ويتابعها من أعلى القصر، وبدأ بإدارة المعركة من فوق القصر، واستخلف على الجيوش الذي كان من قادة المسلمين المهرة، فيقوم خالد بن عرفطة بقيادة الجيوش ويدير سعد بن أبي وقاص المعركة من فوق القصر متابعًا خالد بن عرفطة بالرسائل التي يرسلها إليه، فينفذها الجيش عن طريق خالد، واعترض بعض الناس على إمارة خالد بن عرفطة، فما كان من سعد إلا أن قام بالقبض على هؤلاء المشاغبين، وكان يتزعمهم ، وهو من أشد مقاتلي العرب ضراوة وكان يجيد الشعر الجهادي، وكان المسلمون يُعوِّلون عليه كثيرًا؛ فقد كان له دور كبير، لكنَّ سعد لم يكن يتهاون في مثل هذه الأمور، فتعمَّد سعد حبس هذه المجموعة في قصر "قديس"، ومنعها من الاشتراك في القتال بسبب اعتراضها.
Burke Inlow, Inlow, E.
Ernest Dupuy, The Harper Encyclopedia of Military History, 249.