ويدخل كذلك ما يتعلق بالترجيح بين الروايات عند تعارض الوصل والإرسال، أو الوقف والرفع، وكل ذلك حسب قرائن الترجيح المعروفة، وهذه المرجحات كثيرة يعرفها جهابذة وأئمة هذا الفن، الذين طال بهم الاشتغال بعلم الحديث، ووقفوا على دقائق هذا الفن وخفاياه، ومن أنواع المرجحات كثرة العدد، أو مزيد الحفظ، أو طول ملازمة للشيخ، وغير ذلك من القرائن المعروفة التي يصعب الوقوف عليها في هذا المختصر.
وقد تحدث العلماء في تفريقهم بين الحديث الصحيح والحديث الحسن عن شروط تعود للسند، وأخرى تعود للمتن والسند معاً، واتفقوا على أن هناك شرطان أساسيان لقبول الحديث ويرجعان للسند والمتن معا وهما: سلامة الحديث من الشذوذ، وسلامته من العلة القادحة، وبينوا أن الشذوذ قد يكون في السند، وقد يكون في المتن، ولكن أكثر ما يكون الشذوذ في المتن، وتحدثوا كذلك على أن العلة قد تكون في السند، وقد تكون في المتن، وبينوا كذلك أن ما يعرف بالشاذ من الحديث أو المنكر أو المعل أو المضطرب أو المدرج، أو المقلوب، أو الاضطراب، أو الإدراج، أو ، أو الغرابة كل ذلك قد يقع في السند، وقد يقع في المتن.