ويقول المؤرخ أبو الفرج بن الجوزي إن زبيدة أمرت المهندسين بدراسة عاجلة لجر المياه إلى مكة المكرمة.
عين زبيدة لم يكن درب زبيدة هو العمل الوحيد الذي قامت به زبيدة في خدمة الحجاج، فقد قدمت للحج في أحد مواسمه، ورأت شدة ما يعانيه الحجاج في المشاعر المقدسة في الحصول على المياه، ففكرت في كيفية إيصال الماء وتوفيره للحجاج، وأمرت بإنشاء قناة ضخمة تجر المياه على امتداد الطريق بين مكة والطائف لتمتد في الصحراء أقنية للمياه تسمى عين زبيدة، فأوصلت المياه إلى منطقة عرفات، ثم إلى المزدلفة ومنى، ثم إلى مكة المكرمة.
.
تزوّج زبيدة سنة 165هـ في خلافة المهديّ في بغداد، واستولدها محمّداً الأمين، فأحبّته حُبّاً كبيراً حمَلَها على إعدادِه لخلافة أبيه، وكأيّ امرأة في بلاط الحُكم، رَغبتْ زبيدة في أن تؤول الخلافة إلى ولدها الأمين الهاشميّ العربيّ النَّسب، على حساب أخيه -من أبيه- المأمون، ولا سيّما بعد بوح لها بِنِيَّته العَهد في الحكم من بعده إلى غير ولدها الأمين، فطفِقت تُجادِله وتَلومه.