ولصناعةِ فكرةٍ مناسبةٍ للمنبرِ عدَّةُ سُبُلٍ تنفعُ الخطيبَ والكاتبَ والمتحدِّثَ والمسوِّقَ ومصممي الإعلاناتِ وغيرِهم، وحديثُنا هنا مقصورٌ على الخطباء؛ وقدْ سبقَ كتابةُ مقالٍ للكتَّابِ بعنوانِ "صناعة الفكرة"، وهذا المقالُ عالةٌ عليهِ معْ بعضِ الزِّيادةِ والتطوير، ومنْ السبلِ المقترحةِ لصناعةِ فكرةٍ للخطبة: 1- التفكير: وهو أكبرُ مصنعٍ لها؛ وبواسطتهِ تتولَّدُ الأفكارُ منْ الطرقِ التي بعدَه، ومنهُ التفكيرُ بصيغةِ المستقبلِ حيثُ أنَّ رؤيةَ مستقبلٍ غيرَ مرغوبٍ فيهِ - مثلًا - تقودُ إلى إصلاحِ الحاضرِ والمستقبل؛ فوجودُ نسبةٍ عاليةٍ منْ البطالةِ بينَ الشبابِ تعني — تلقائيًا - زيادةَ معدَّلِ الجريمة.
ويشتد العتاب عليه إذا كان الموضوع الذي يختاره مملوءًا بالنصوص القرآنية والنبوية فيُعرض عنها إلى ما هو أدنى منها من حجج وقصص وأقوال ونقول.
والحال في الموعظة بالنسبة للسجع كالحال في الدعاء، فإن فيه في الغالب تكلفاً مُذْهِباً لرونق الموعظة وخشوعها، إلا الحسن منه، وهو: ما خلا من التكلف والتكرار، وكانت الألفاظ المسجوعة حلوة المذاق.
، أنت الشهيد على قلبي، لو أعلم أنه أحب إليك، لم أقرأ على اثنين أبداً 27.