وقال عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب: بل كانت تحت حويطب بن عبد العزى، أخي أبي رهم.
طفولته وشبابه قبل البعثة أما طفولته فقد كان يتيماً بعدما مات أبيه عبد الله أثناء رحلته التجارية في الشام، وذلك قبل ميلاده، وقد استمر مع أمه آمنة حتى سن السادسة عندما ماتت عند أخواله من بني النجار، ثم تكفّل به جده عبد المطلب حتى أتم الثامنة من العمر فمات عبد المطلب لتنتقل الكفالة إلى عمه أبو طالب، والذي ربى محمداً صلى الله عليه وسلم كأحد أولاده وكان يحبه حباً شديداً ويحميه.
أحداث سبقت مولد الرسول عاش العرب قبل مولد النبي -عليه الصلاة والسلام- بوثنيّةٍ كبيرة، وعبدوا من دون الله -تعالى- آلهة؛ لتجلب النّفع لهم، وتدفع الضُرّ عنهم، وكان في كُل ناحيةٍ من شبه الجزيرة صنمٌ خاصٌّ بها، بل وجعلوا في داخل الكعبة وما حولها ثلاثمئة وستّين صنماً، وكان بعضهم يعبُد الحجر، والملائكة، والجنّ، والكواكب؛ لقدرتها وتأثيرها.
صفات الرسول الخُلقية كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أفضل الناس وأكملهم أخلاقًا، فكان يُعرف بالمروءة والأمانة، وكان يُحسن الجوار ويوفي بالعهد ويصدُق بالحديث، وكانَ عفيف النفس طاهر السريرة، وكانَ شجاعًا في ملاقاته أعداءه، ورحيمًا بالضعفاء والمساكين وكانَ حليمًا كريمًا، وكان رسول الله ذو رأيًّ سديد وعزم قوي وفكرٍ صائب، وكان يعايش الناس بحسبِ حالهم وما يرى منهم؛ فإن وجدَ خيرًا شاركهم إياه وإن وجدَ شرًا اعتزلهم، ولقد أسماه قومه بالأمين، وقد أثنى الله تعالى على خُلقه حيث قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، فرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو أكملُ الناس وأفضلهم أخلاقًا.