ومن تدبَّرَ حِكمةَ اللهِ في المنعِ والعطاءِ، عرَفَ أنَّ المنعَ هو عينُ العطاءِ، واللهُ يعلمُ وأنتمْ لا تعلمون.
وقال الشوكاني في فتح القدير: وفائدة هذا الجواب أن الإنسان إذا علم أن ما قدره الله كائن ، وأن كل ما ناله من خير أو شر إنما هو بقدر الله وقضائه هانت عليه المصائب ، ولم يجد مرارة شماتة الأعداء وتشفي الحسدة.
أي قُلْ أيها الرسول لأولئك المنافقين الشامتين في مصاب المؤمنين أنه { لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} في اللوح المحفوظ من خير أو شر، فالقلم جفَّ بما هو كائن إلى يوم ، رُفِعتْ الأقلام وجفَّت الصُّحف، فلا يقدر أحدٌ أن يدفع عن نفسه مكروها أو يجلب لنفسه نفعا ما لم يُقدَّر له، وهذا هو الاحتجاجٌ بالقَدَر في موضعه الصحيح؛ لأنَّ يُحتجُّ به في المصائب، ولا يُحتجُّ به في والمعائب.
قال الله تعالى : هل يذهبن كيده ما يغيظ.