فهل يُقال: إنه سمع حديث عرفة بواسطة غيلان، ثُمّ لقي عبدالله بن معبد فسمعه منه مباشرة؟ قد يستقيم هذا الفهم لو عمَّرَ قتادة بعد غيلان بن جرير، ولكن قتادة مات سنة 118هـ ، وشيخه غيلان مات سنة 129هـ ، وهذا يعني أنّ قتادة حدّث عن غيلان في حياة غيلان، فلو كان قتادة سمع من عبدالله بن معبد مباشرة، فلِمَ يحدِّث عنه بواسطة غيلان؟ والذي أميل إليه أنه لا يثبت لقتادة سماع من عبدالله بن معبدالزماني - مع المعاصرة المتحققة-، وإنما بينهما واسطة وهو "غيلان بن جرير" كما ثبت في إسناد حديث عرفة، وعليه فيكون حديث مسلم في تفسير الآية منقطعاً من حديث قتادة، والله أعلم.
فإن مسلماً إنما احتج بحديث شعبة عن غيلان، ولم يروه من طريق قتادة.
من خلال التخريج يتبيّن لنا أن هذا الحديث: رواهُ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وشعبةُ، وأبانُ العطارُ، ومهديُّ بن ميمونٍ، وجريرُ بن حازم، وقَتادة السدوسيّ، كلّهم عَنْ غَيْلاَنَ بن جريرٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال ابن خزيمة: "هذا حديث قتادة.