«اللغة الهولندية»: وقد دخل كذلك في اللغة الهولندية الآن، فإنَّ المسلمين في مستعمرة الكاب بجنوب أفريقيا يكتبون الهولندية بالخط العربي، وقد طبعوا به كتبًا دينية كثيرة.
فكانت الأفكار تُتَبادَل بين الفريقين، وحيث كان المسلمون في ذاك العصر أرقى حضارةً وأدبًا من جيرانهم المسيحيين، كانت الإفرنج تقتبس من معارف المسلمين، وتحصِّل العلم في مدارسهم وجوامعهم، كما فعل البابا سيلفستر الثاني، وقيل: إنه أول مَن أدخل لبلاد الإفرنج ما يسمُّونه الأرقام العربية ونسمِّيه الأرقام الهندية، وكانوا لذلك العهد يستعملون الأحرف اللاتينية التي هي بمثابة الحروف الأبجدية، واقتفى طلاب العلم أثَرَ هذا البابا الحكيم، وكذا المُنتَحِلون منهم للشِّعر والأدب كانوا يقلِّدون شعراء العرب وأدباءهم، وكان المجاورون للعرب من أهالي فرنسا وشمال إسبانيا يَحِيدون عن تعلُّم أشعار اللاتين، ويكبُّون على تعلُّم أشعار العرب وأزجالهم، وكان فقراؤهم في القرن الحادي عشر ينشدون الأناشيد والمدائح العربية، وهم يستعطفون على الأبواب وفي الطرقات، فيستمع الناس لهم ويتصدَّقون عليهم، لا لفهمهم ما يقولون وإنما شوقًا منهم وحنانًا للألحان والأنغام والقوافي الرَّنَّانة.