إحدى مصادر الدخل كانت الغزوات؛ فقد اعتاد العباسيون في عهود القوة تسيير غزوة كل صيف نحو التخوم والثقور، ودعيت هذه الغزوات بالصوائف، ولم يكن الهدف منها توسيع رقعة الدولة بقدر ما كان كسب غنائم وكميات نقد جديدة، سواءٌ عن طرق الصلح بفرض الجزية، أم عن طريق الاستيلاء على مقدرات الأماكن المقصودة ونهبها؛ يمكن ملاحظة ذلك بأن مساحة الدولة لم تتسع حتى في عهود القوة، كما هو الحال في الدولتين من قبلها، من بعدها.
توفي في من سنة ، وتلاه ابنه آخر العباسيين في ، والذي شهدت خلافته نهاية محطات مهمة في تاريخ الخلافة العباسية؛ منها فشل وهما آخر الحملات الصليبية، مما عجل في نهاية تلك الحقبة، وعمومًا؛ فإنه باستثناء التي توجهت إلى لم تحقق أية حملة صليبية نصرًا هامًّا وطويل الأمد في المناطق التي استولت عليها، وفي أعقاب ، كانت أملاك الصليبيين الأساسية في المشرق تقتصر على أنطاكية كجزر متناثرة، وغير متصلة جغرافيًّا.
وقد تمازجت الموسيقى العربية واختلطت بأنواع الموسيقى السريانية والفارسية، وشكلت معها مزيجًا متماسكًا حتى ، حين أدخلت وفود قبائل الآلات النفخية، وأخذت تحلّ مكان الآلات الموسيقية الوترية، التي كانت العماد الرئيسي للموسيقى العربية، ما دفع عددًا من المؤرخين لإبداء استيائهم من هذا التغير.
ومُنذ ذلك الوقت عُرف كل سلطان مملوكي بـ«قسيم أمير المؤمنين».