بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد فأن هانيًا وسعيدًا قدما عليّ بكتبكم وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلّكم أنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق والهدى، وأنا باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلمًا بن عقيل وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم فأن كتب إليّ أنه قد أجمع رأي ملأكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت كتبكم فأني أقدم إليكم وشيكا إن شاء الله تعالى فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحق الحاسر نفسه على ذلك لله والسلام.
وقع الاختيار في النهاية على ليتولى الخلافة -ربما على أساس أن النبي محمد اختاره لإمامة جموع المسلمين حين أقعده المرض، مع وجود رواية تاريخية أخرى تقول بأن أبا بكر كان ضمن جيش أسامة ورجع عندما أرسلت له ابنته السيدة عائشة مبلغة اياه بسوء الحالة المرضية للنبي فرجع وتقدم للصلاة فلما علم النبي في تقدم أبي بكر جاء واستأنف الصلاة من بدايتها ولم يبن على صلاة أبي بكر، ولم يكن في الأمر انفرادٌ في اتخاذ القرار وبينما اعتبرت العملية التي تمت تحت تلك السقيفة في نظر أكثر في ذلك الوقت من العديد من أنظمة الحكم الوراثية التي كانت ولا تزال لحد هذا اليوم شائعة في بعض مناطق العالم.
وقد ناقش الكثير من الباحثين والمحققين مضمون ما جاء في كتاب عمر بن سعد حتى ان عقبة بن سمعان الذي لازم الحسين طوال الرحلة قال: «والله، ما أعطاهم الحسين أنْ يضع يده في يد يزيد، ولا أنْ يسير إلى ثغر من الثغور»، ولكنّه قال: «دعوني أرجع إلى المكان الذي أقبلت منه، أو أذهب في هذه الأرض العريضة».