.
ومن صور برّ الابن لوالديه؛ شكرهما على إحسانهما له، وبرّ خاصّتهما من الناس والإحسان لهم، والترحّم عليهما بعد وفاة أحدهما أو كلاهما، حيث يستمرّ برّ العبد لوالديه حتى بعد موتهما، وذلك والاستغفار لهما على الدّوام، لقوله -تعالى- على لسان نوح -عليه السلام-: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له.
.
ألا وإنَّ من أهمِِ مظاهرِ البرِ بالوالدين، والإحسانِ إلى الأبوين : بذلَ النصحِ لها في قالبٍ, ملائم من اللينِ والعطف، والإشفاقِ والمودة، فالوالدان الفاضلان هما أولى الناس بأن يؤمرا بالمعروف، ويُنهيا عن المنكر، بأرق عبارة، وألطف كلمة، وعلى الابن الذي يرجو الله والداَر الآخرة، أن يبذلَ جهدَه، ويستنفذَ وسُعَه في استنقاذِ والديه من شؤمِ المعصيةِ، وسوء ِالعاقبة، محتسباَ عند الله تعالى كلَّ إساءةٍ, قد تصدُر منهما.