مسمى «هورة سند» ليس موجوداً من الأساس، وهذه المنطقة كانت تسمى فيما مضى «بربورة»، وقد اندمجت في العقود الماضية في نويدرات… ولكن هناك عوائل من «بربورة»، وهناك لقب البربوري، وهناك «مأتم بربورة» وكتب التاريخ المتوافرة لدى الأهالي وفي المكتبات تذكر هذا الاسم… وكانت توصف هذه القرية بأنها أرض خضراء وعيون وبساتين كثيرة.
وتعددت هذه المصادر من مؤرخ إلى آخر بحسب تنوع اتجاهاتهم، لكنها في نهاية المطاف تمثل سلسلة من الشهادات والتأكيدات الثابتة من قبل هؤلاء المؤرخين في قرون متعاقبة، ومن هؤلاء ما ذكره العلامة الكبير فقيه أهل البيت المرجع الشيخ يوسف آل عصفور في كلمات قليلة لا تزيد على سطر واحد، وقد أعطت هذه الكلمات بعداً تاريخياً للقرية التي تنكر البعض لوجودها لأغراض انتخابية.
وقال: }فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْء{ٍ النساء:4 وهبنه لكم، وتنازلن عنه لكم: }َإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً { النساء:4 فإذا تنازلت عن جزء من الصداق لزوجها أو أعطته إياه بعدما استلمته منه دون ضغط منه ولا إكراه، وإنما عن طيب نفسٍ منها ورضا: فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً النساء:4 ولذلك جاء عن بعضهم أنه قال: إذا أردت أن تستشفي فاستوهب درهماً من زوجتك عن طيب نفسٍ منها، ثم اشتر به عسلاً، وهاتِ إناءً واجمع فيه من ماء المطر، ثم اقرأ القرآن وأذب العسل فيه واشربه، قال: أما ماء المطر فإنه ماءٌ مبارك، والعسل فيه شفاءٌ للناس، والقرآن -أيضاً- فيه شفاء، ودرهم الزوجة هنيئاً مريئاً، فإنك تبرأ بإذن الله.
القرية البحرينية وأدوارها التقدمية الحضارية: استطاعت القرية الأصيلة في عصور مختلفة من تاريخها العريق أن تصنع مجدها الحضاري ومجد البحرين التقدمي في المجال الثقافي، فقد تبوأت بلادنا مكانتها وخاصة في عصور نهضتها المتألقة خلال القرون الهجرية الأربعة المتأخرة من تاريخ البحرين بإنجازات القرية وأدوارها الحضارية — التقدمية، فقد أسهمت بهمة أبنائها وخاصة علمائها وفئات أخرى من مواطنيها في تحقيق تنمية ثقافية واقتصادية وروحية بقدر ما هو ممكن آنذاك، فقد بسطت القرية البحرينية وجودها بما اضطلعت به من مسئوليات وأدوار أدّت إلى تحقيق مستويات من النمو الثقافي والتطور الاجتماعي، وذلك قبل أن يتاح لعدد من المدن المتأخرة في وجودها أن تسهم في هذه الحركة الحضارية للبلد.