{مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ} بعد أن ذكر سبحانه من كفر باليوم الآخر ذكر من آمن به وقال لهذا المؤمن : أثبت على إيمانك ، فان الساعة آتية لا ريب فيها ، فاعمل لها {وهُو السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
كلمة «نكفّر» مشتقة من مادة «تكفير» ومعناها في الأصل التغطية والستر ، والمقصود بتغطية الذنوب هنا عفو الله وصفحه! وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا.
وكان قد آمن من قومه عدد ليس بالقليل، فأمرهم بأن يتركوا التوحيد والإيمان بالله -تعالى-، وهددّهم بالحرق في النار، فرفضوا مطلبه، فألقاهم كلهم في النار، واحدًا تلو الآخر، حتى جاء على امرأة لها طفل رضيع، فأشفقت عليه، فعرضوا عليه مرة أخرى الكفر، فرفضت، فضربوها، حتى نطق رضيعها فقال لها بأن أمامها نارًا لن تطفئ أبدأًا، فقامت فألقت نفسها في النار، فجعل الله -تعالى- أرواحهم في الجنّة.
{ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } خلقًا وعبيدًا، يتصرف فيهم تصرف المالك بملكه ، { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } علمًا وسمعًا وبصرًا، أفلا خاف هؤلاء المتمردون على الله، أن يبطش بهم العزيز المقتدر، أو ما علموا أنهم جميعهم مماليك لله ، ليس لأحد على أحد سلطة، من دون إذن المالك؟ أو خفي عليهم أن الله محيط بأعمالهم، مجاز لهم على فعالهم ؟ كلا إن الكافر في غرور، والظالم في جهل وعمى عن سواء السبيل.