الثاني: كأنه قيل: الله تعالى ناصرهما ومتولي أمرهما فكيف يليق بهما هذا الفشل وترك التوكل على الله تعالى؟الثالث: فيه تنبيه على أن ذلك الفشل إنما لم يدخل في الوجود لأن الله تعالى وليهما فأمدهما بالتوفيق والعصمة، والغرض منه بيان أنه لولا توفيقه سبحانه وتسديده لما تخلص أحد عن ظلمات المعاصي، ويدل على صحة هذا التأويل قوله تعالى بعده هذه الآية:.
بذلتُ لها المطارف والحشايا فعافتها وباتت في عظامي هذه الزائرة الحمى لا تبيت في الفراش وإنما تبيت في عظامي، مع أني وفرتُ لها مختلف أنواع الفراش.
عيون رواحلي إن حِرْتُ عيني وكل بُغام رازحةٍ بغامي إذا حار المتنبي في طريقه ولم يعرف الوصول فإنه يستعين بعيون ناقته، فعيون ناقته عيونه إذا حار في الطريق، وصوت الناقة يقوم مقام صوتي إذا احتجت أن أتكلم بصوتٍ مرتفعٍ، وهذا دليلٌ على ارتباط المتنبي الوثيق بناقته.
وضاقت خطةٌ فخلصت منها خلاص الخمر من نسج الفدام يقول: ربما ضاق علي أمرٌ فخلصت منه كما تخلص الخمر من النسيج الذي تُشد به أفواه الأباريق.