العبادة في الليل حكم صلاة القيام في رمضان وقيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
حُكم صلاة التهجُّد ودليل مشروعيّتها: صلاة التهجد سُنّة؛ حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال: أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، كان يصومُ يوماً ويُفْطِرُ يومًا، وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ.
وقت صلاة القيام في رمضان هي الصلاة بعد صلاة العشاء لذلك يطلق عليها صلاة العشاء البعدية، وأيضا تختلف أسماؤها ولكنها تتميز بالأجر والثواب العظيم وتكون أقلها إحدى عشر ركعة.
صلاة التراويح تُشرع جماعة في المساجد، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من سنّ الجماعة في صلاة التراويح في المسجد، صلاها مرة واحدة ثم تركها خشيةً أن تُفرض على أمته، فلما تُوفيّ رسول الله، واستقرت الشريعة، زالت الخشية وبقيت مشروعية صلاتها جماعة قائمة، وعلى المسلمين الاهتمام بهذه الصلاة وأداؤها كاملة، والصبر على ذلك لله عز وجل، قال الشيخ ابن عثيمين: ولا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح لينال ثوابها وأجرها، ولا ينصرف حتى ينتهي الإمام منها ومن الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله ، ويجوز أيضاً للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن، ولكن يجب أن تأتي متسترة متحجبة، غير متبرجة ولا متطيبة ولا رافعة صوتها ولا مبدية أي زينة لها.