ونلاحظ هنا مدى أهمية التفكير الناقد في تحصين المتعلمين الذين هم أفراد المجتمع من الأفكار المغلوطة والتطرف والتعصب الفكري بأن تجعل منه منفتحًا ومتقبلًا للآخرين والمختلفين في مذهبه أو فكره.
مفهوم التفكير الناقد عرفه هيوت Huitt,1998 أنه القدرة على تحليل الحقائق وتحرير الأفكار وتنظيمها، وتحديد الآراء وعقد المقارنات والتوصل للاستنتاجات وتقويمها وحل المشكلات.
وفي مجال الشكوكيّة العلميّة، تتضمن عملية التفكير النقديّ الحصول الحذر على المعلومات وتفسيرها للوصول إلى استنتاج مبرر.
أما خطوات التفكير التأملي فإنّها تختلف عن تلك كلية وتعتمد أساساً على الوجدان وتبدو تلك الطريقة أكثر وضوحاً لدى الشعراء والأدباء والفنانين لأنّ مشكلاتهم هنا عاطفية وجدانية، فالفرد منهم يفسّر الموقف الغامض كما يتراءى له هو داخل ذاته، فالشاعر يفسّر الليل ليس بأنّ الشمس انتقلت إلى الجزء الآخر من الكرة الأرضية كما يقول العالم، بل يفسّره في شعوره بأنّه ظلمة تجتاح قلب الحياة كلّ يوم كي تبعث فيها الأمل من جديد وتعطيها صحوة الحب والاستمرار وينظر الأديب إلى البركان الثائر وكأنّ الأرض نهمة عطشة تريد أن تطفي ظمأها بأفراد البشر السقاة والرسام يعبر عما يدور في خلجات نفسه مهما كانت مناقضة للواقع لأنّه لا يتقيد بهذا الواقع بل بذاته هو فقط.