.
ومآذنٌ ومنازلٌ أرواحُنا فيها نُزُولُ وحدائقٌ خضراءُ ترسمُها بذاكرتي الفصولُ صبحُ القصيدة أبيضٌ صافٍ وبلبلُها بليلُ وطني أحبّكَ والهوى صعبٌ علينا مستحيلُ الحُبُّ مثلُ الحَربِ يقتلُنا ويُحيينا الفضولُ تتجاذبُ الأشواقُ أطرافَ القُلوبِ ولا تحولُ ويضج بالشغف الردى وتكرّ بالولهِ الخيولُ ما زال يملؤنا الفناءُ ولم تزل هذي الطبولُ للأغنياتِ الإنطفاءُ وللعناقيدِ الذبولُ للحبِّ أن لا يرتوي من فيْضِنا يا "سلسبيلُ" للحربِ أن لا تنتهي ما دمتَ يا دمَنا تسيلُ يا ربُّ كيف نُحِبُّ؟ إنّا في توجُّعِنا فلولُ نجتازُ أرصفةَ الحياةِ وفي مآقينا الذُّهولُ متشبثون بجرحنا لا نستقيل ولا نقيلُ ومؤجلون كصبحنا يا أيُّها الليلُ الطّويلُ تعدو خيولُ الوقت في دمنا ويرهقها الصّهيلُ أنا شاعرٌ سفري البُكاءُ وزادُ راحلتي العويلُ تجتاحني الأحزانُ تمكثُ في الضلوع ولا تزولُ متأخرٌ يا موتَنا وكعادتي دوماً عجولُ ما زلتَ ترقبني خجولا أيها الموتُ الخجولُ لا أستريحُ من الأسى قدري كعادتهِ ثقيلُ حظّي مِن الدّنيا نحيلٌ مثلما جسدي نحيلُ لا وزنَ لي وقصيدتي "مستفعلن فعلن فعولُ" لا بحرَ لي لا شاطئٌ يرسو بضِفّتهِ "الخليلُ" لا ظلَّ لي يا شمسُ إنّ الشعرَ ظلي والظليلُ وأنا على ثغرِ "العراقِ" مرابطٌ نخْلاً أصولُ غالَ العراقيُّونَ "بغدادًا" وما غالَ المغولُ الياسمينُ مُضَرَّجٌ بدمي وفي يديَ النّخيلُ أشتمُّ وردَ الشّامَ في رئتي.