قوله: اللَّهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك : تأكيد لما قبله، وتفضيل لاختيار الرسول على اختيار الداعي، لكمال نصحه، وحرصه على المؤمنين من أنفسهم، وهذا الدعاء الجليل، يتضمن كل ما فات الإنسان من أدعية عن النبي صلى الله عليه وسلم التي لم تبلغه أو لم يسمع بها، فهو يسأل كل ما سأله النبي صلى الله عليه وسلم بأوجز لفظ، وبأشمل معنى.
هكذا ينبغي للمؤمن أن يتحرى أسباب الإجابة فيما يتعلق بالأسماء والصِّفات، وفيما يتعلق بالأوقات المناسبة: في آخر الليل، وفي جوف الليل، وبين الأذان والإقامة، وآخر الصلاة قبل السلام، كل هذا من أسباب الإجابة من جهة الزمان.
جاء في رواية مسلم أنه ربما قاله قبل السلام، وربما قاله بعد السلام.
فينبغي للمؤمن أن يتحرى أسباب الإجابة، وأن يُكثر منها، ولا سيما في الطلبات المهمة، وهي التي يحتاجها العبدُ: ما يتعلق بسلامة دينه، وصلاح قلبه، ونجاته في الدنيا والآخرة.