واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية ، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه بَلاغةً ، حتى نفهم لغة القرآن.
يعني أم هم القاهرونَ لمخلوقات الله تعالى، فيتصرفوا في المُلك كما يشاؤون؟! يعني هل ما تشاهدونه الآن سِحر كما كنتم تقولون عن القرآن ؟! يعني أم لهم مَعبودٌ يَستحق العبادة غير الله؟! لأبي بكر أربعة أبناء و هو ملقب بأبي عبد الرحمن.
وهذا من باب التوبيخٌ والاستهزاء بحُكمهم الباطل، وإلاّ فإنه سبحانه مُنَزَّهٌ عن أن يكون له ولد ذكراً كانَ أو أنثى ، لأنه رَبُّ كل شيء ومَالكُه والغني عنه، فما الحاجةُ إذاً إلى الولد؟! يعني أم عندهم عِلم الغيب فهم يكتبون منه - أي يَنقلونه من اللوح المحفوظ - ليجادلوك به؟!.
ويُحتمَل أيضاً أن يكون المقصود من قوله تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ أي حينَ تقوم مِن مَجلسك فقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَن جَلَسَ في مَجلس فكَثُرَ فيه لَغَطُه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألاّ إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غُفِرَ له ما كان في مَجلسه ذاك" انظر حديث رقم: 6192 في صحيح الجامع.