فمثلاً: إن الشرك في ذات الله وصفاته وأفعاله بالتعطيل قد وقع فيه كثير من العلماء البارزين من الجهمية والمعتزلة، كما وقع فيه جملة من العلماء المشهورين من والماتريدية، وجملة من العلماء الذين قالوا بالقدر أو الجبر، وهذا وقع فيه جملة من المتصوفة الذين قالوا بوحدة الوجود مثلاً.
نوح عليه السلام معرفة كيف وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام تتطلّب التّعرف على نبي الله نوح -عليه السلام- فهو نبي الله ورسوله، ذُكر في الكتب السماوية جميعها، وقد قام بدعوة قومه حوالي ألف سنة، وهو الحفيد التاسع أو العاشر لآدم -عليه السلام- وهو أبو البشر الثاني بعد نجاته من الطّوفان عبر السلإينة التي أمره الله أن يبنيها، يُقال إنه أوّل رسول، وهو واحدٌ من أولي العزم من الرسل، وقد ذكر القرآن الكريم قصّته مع قومه كاملة، ووردت سورةٌ كاملة باسمه فيه، أمّا نسبه فكما ورد فيه أنّه نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ إدريس بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبو البشر أجمعين.
كما أن الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يرى رجحان هذا التفسير في تيسير العزيز الحميد حيث قال: «وإذا تأملت سياق الكلام من أوله إلى آخره مع ما فسره به السلف، تبين قطعًا أن ذلك في آدم وحواء عليهما السلام، فإن فيه غير موضع يدل على ذلك، والعجب ممن يكذب بهذه القصة، وقوله تعالى { عَمَّا يُشْرِكُونَ } هذا - والله أعلم - عائد إلى المشركين من القدرية، فاستطرد من ذكر الشخص إلى الجنس، وله نظائر في القرآن» وقال أيضًا: «قوله شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته: أي لكونهما أطاعاه في التسمية بعبد الحارث، لا أنهما عبداه، فهو دليل على الفرق بين شرك الطاعة وبين شرك العبادة.
وقصر بقوم حتى عادوا أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتلوهم، واستحلوا حرمتهم، وتجاوز بقوم حتى ادعوا فيهم خصائص النبوة: من العصمة وغيرها.