الماده 43 من نظام الخدمه المدنيه الاردني رقم: 1.
وبعدما كان المجتمع ينظر إلى الرشوة على أنها جريمة ولا يقبل بها على الإطلاق أصبح كثير من الناس لا يشعر بأي حرج عندما يدفع مبلغا من المال أو يستعمل أية طريقة من طرق الرشوة المختلفة لإنجاز بعض أعمالهم، بل لا ينظرون إلى أن هذا العمل رشوة ولا يطلقون عليه هذه الصفة وإنما يفتشون عن الكلمات ويستعملون الألفاظ التي تبعد عن أعمالهم هذه فعل الرشوة.
فهلاّ جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا ؟! وليس خفياً على أحد أن دخول كبار المسؤولين على خط الخضوع للإجراءات القانونية والعقابية لتلقي الرشاوى والتربح من مناصبهم يسعد عموم المصريين ممن ظنوا لعقود طويلة أن فضح أمر كبار المرتشين يأتي ضمن قائمة الغول والعنقاء والخل الوفي.
وإذا كانت الشرائع والقوانين كلها قد جرمت الرشوة ووضعت لها العقوبات فلماذا ظلت هذه الجريمة تتزايد في واقعنا المعاصر وبشكل مخيف ، حتى أصبحت — كما سبق القول — هي الأصل أو القاعدة في معاملات الناس ؟ وإذا كان هذا هو واقع هذه الجريمة المتزايدة يوماً بعد يوم فما هي وسائل مكافحتها أو الحد من تزايدها ؟ هذا ما سنحاول إيضاحه إن شاء الله تعالى في الفصل الثالث من هذه الدراسة.