فصاح الفِيلان صياحَ الخِنزير، ثم ولَّى الأجربُ، فوثب في نهر العتيق، فاتَّبعه الفِيَلة فخَرَقتْ صفوف الجيش الفارسي، فعبرت العتيق في أثرِه، ووصلتْ إلى المدائن في توابيتها، وهلك مَن فيها، فلمَّا ذهبتِ الفيلة، وخلت ساحة المعركة منها، تفرَّد المسلمون بالفُرْس، فاقتتلوا بالسيوف قتالًا شديدًا، وأعاد المسلمين خدعة الجمال المبرقعة المخيفة، لكنها هذه المرة لم تنجح في اخافة خيول الجيش الساساني بل ثبتت خيولهم ولم تتراجع.
وأبرز هذه الغنائم راية فارس الكبرى وكانت تسمّى درفش كابيان.
ودفن بالبقيع وكانت وفاته في السّنة الخامسة والخمسين للهجرة.
فلما رأى الجالينوس خطورة الموقف؛ أمر مَن بقي من مُقاتلي الفرس بالانسحاب نحو نهر العتيق وعبوره نحو المدائن، وبالفعل بدؤوا بالانسحاب، ولكنهم وقعوا في فخ النهر؛ حيث لحق بهم المسلمون بالرماح والنَّبل فقتلوا منهم الألوف وهم في النهر، وهجم ضرار بن الخطاب وزهرة بن الحوية أن يقتلا جالينوس.