إن الإيمانَ - عباد الله - رِبحٌ ومغنَمٌ ومنَّة، لا يقدُرُ قدرَه إلا من عرفَ قيمتَه، وله آثارٌ عظيمةٌ تعودُ على حياةِ العبدِ المُسلم؛ فمن آثاره التي حُقَّ لنا أن نقِفَ عندها: أن الإيمانَ يُغيِّرُ كيانَ العبد، فيكونُ باعِثًا له على بَذلِ المعروف، ودافِعًا إلى استِباقِ الخيرات؛ فإن الصادقَ المصدُوق - صلى الله عليه وسلم - قد أخبَرَنا أن إيمانَ العبدِ لا يكمُلُ حتى يُحبَّ لإخوانه المُسلمين ما يُحبُّ لنفسِه، قال - صلى الله عليه وسلم -: « لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِه» رواه البخاري ومسلم.
وعن مُوسَى بن المُغيرةَ قال: رأيتُ محمدَ بن سِيرين يدخُلُ السوقَ نصفَ النهار، يُكبِّرُ ويُسبِّحُ ويذكُرُ اللهَ تعالى، فقال له رجلٌ: يا أبا بكرٍ! وما أحرَى المُسلم أن يدُعو ربَّه بأن يجعلَه مُبارَكًا أينما كان، ويُجرِيَ الخيرَ على يدَيه، ويجعلَه ناصِحًا للعباد، آمِرًا بالمعروفِ ناهِيًا عن المُنكَر، من مفاتِيح الخيرِ ومغالِيق الشرِّ، حريصًا على نفعِ الناسِ وخِدمتهم بما يستطيعُ، يخدِمُهم ويُواسِيهم بمالِه وبجُهده وبجاهِه وبدُعائِه، تارِكًا أثرًا حسنًا قبل رحيلِه ينفعُه بعد مماتِه.
وأخبر الله - سبحانه - عن رسله: نوح، وهود، وصالح، وشعيب، أنهم كانوا جميعاً يقولون لأقوامهم هذه الكلمة اعبدوا الله مالكم من إله غيره الأنبياء : 25 ، وهود : 61 ، والأعراف : 65.
وقد حث الدين الاسلامي المسلمين على حب الله سبحانه تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم واتباع السنة النبوية الشريفة التى جاءنا بها.