ينادى الرجل بعلي صوتة انتبهوا ايها الناس انه لن يستطيع ان يفعل بعدى بحد من الناس شيئا لقد بطل سحرة و عاد رجلا مسلوب الرادة كما كان.
ورد بغداد بعد قتل السيد النقيب عز الدين يحيى بن محمد الذى كان نقيب الرى وقم وآمل ، وهو من بنى عبد الله الباهر ، وكان محمد ابن النقيب يحيى المذكور معه ، وكان الوزير ناصر الدين فاضلا محتشما حسن الصورة مهيبا فوضت إليه النقابة الطاهرية ، ثم فوضث إليه نيابة الوزارة فاستناب في النقابة محمد بن يحيى النقيب المذكور ثم كملت له الوزارة ، وهو أحد الاربعة الذين كملت لهم الوزارة في زمن الخليفة الناصر لدين الله ، ولم يزل على جلالته في الوزارة ونفاذ أمره وتسلطه على السادة بالعراق ، إلى أن أحيط بداره ذات ليلة فجزع لذلك وكتب كتابا ثبتا يحتوى على جميع ما يملكه من جميع الاشياء حتى خلى ثيابه وكتب في ظهره : إن العبد ورد هذا البلد وليس له شئ يلبسه ويركبه ، وهذا المثبث في هذا الثبت انما استفدته من الصدقات الامامية.
قال الشيخ أبو نصر البخاري : قد خفى على الناس حديث ادريس لبعده عنهم ونسبوه إلى مولاه راشد وقالوا إنه احتال في ذلك لبقاء الملك له ، ولم يعقب ادريس بن عبد الله ، وليس الامر كذلك فان داود بن القاسم الجعفري وهو أحد كبار العلماء وممن له معرفة بالنسب ، حكى أنه كان حاضرا قصة ادريس بن عبد الله وسمه وولادة ادريس بن ادريس.
وأقول : أن حرب بنى سليمان وبنى موسى كانت سجالا فلعلهما ملكاها في أثناء الحرب ، وقد نص الشيخ أبو الحسن العمرى على أنهما كانا أميرين بمكة ولا أدرى فيه إلا ما ذكرت فأما انهما كان أميرين بينبع والله أعلم فلا بحث فيه ، وكذا كان عبد الله وأبوه أبو هاشم محمد وجده الحسن أمراء بينبع والله أعلم ، وكان أبو الفضل جعفر بن أبى هاشم الاصغر في أول ولايته يخطب للخلفاء المصريين فكوتب من جانب العالم العباسي في قطع خطبتهم فأجاب إلى ذلك ، وأقام الدعوة للعباسيين وكسر الالواح التى كانت عليها ألقاب المصريين من حول الكعبة ، ومن الحجر وقبة زمزم ، وأرسلها إلى بغداد ، وذكر العمرى انه كان يلقب مجد المعالى.