وسوفلا ينقضي تعجبك من خصلة هي واحدة من مئات! أقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسرعاً نحو البيت الذي فيه عمه أبو طالب حتى إذا وصل إليه مسح جبينه الأيمن ثم مسح الأيسر ـ كما كان هو يمسح جبين النبي ـ ثم رثاه بهذه الكلمات : « رحمك الله يا عم ، ربيت صغيراً وكفلتَ يتيماً ، ونصرتَ كبيراً ، فجزاك الله عني وعن الإسلام خير جزاء العاملين المجاهدينَ في سبيله بأموالهم وأنفسهم ».
قال: آخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بين المقداد وَجَبَّار بن صَخْر.
قال: ماذا يقول محمد لربه لو مات وبقيت هذه الدنانير في جيبه، لا نستغرب لما المقداد بن الاسود الكندي يواجه الامام علي ويقول له: انا في سفر واهله لم يكن عندهم قوت واذا الامام بكل ابتسامة وبكل ترسل يقول له: الذي اخرجك من دارك هو الذي اخرجني، انا امامك، انا الذي تقتدي به انا كذلك مثلك خرجت لنفس السبب، هذا ما معناه؟ معناه ان الدنيا وبهرجتها لم تكن لها اي قيمة عند النبي والامام علي وهكذا النخبة الممتازة من اصحابهم وفي طليعتهم المقداد.
وكنيته أبو الأسود، أبو سعيد، أبو عمر.