كنت تقول: لا بعد، لا بعد، قال: يا بني! والشيطان له هدف من وراء هذا الكلام، وهو نفخ المعالج، لكي يملأه بالغرور، حتى يتمادى في هذا الطريق المهلك؛ لأن الشيطان خبير في إغواء الناس وإضلالهم، فالشيطان يساعده في وظيفته دون أن يشعر هو، ويقع فريسة للشيطان دون أن يشعر، وكم سمعنا من هذه المواقف التي تماثل ما ذكرناه.
وهو مستغرق تماماً في علاج هذه الحالات المزعومة، وبعد أن كان محتسباً إذا به يترقى درجة ليصبح محترفاً ومرتزقاً بهذا العمل، وقد يصل به الأمر إلى المغالاة في الأجور، والإلحاح في الطلب! فان كان لم يرد نص - فيما أعلم - يدل على امكان وقوع التناكح بين ذكر الانس وأنثى الجن أو العكس، فان الحد الذي وصلنا من النصوص في شأنهم يجعل ذلك الأمر غير محال ولا ممتنع عقلا! عوامل رواج السحر والمس ومظاهرهما توجد هناك الكثير من العوامل، نذكر منها:.
فيقول أحدهم أن كتابة سورة كذا في ورقة ثم بلها ثم عثرها ثم الدهن بمائها يؤدي الى العلاج من كذا وكذا من أثر الجن، أو القراءة على الماء والشرب منه أو غير ذلك مما قالوا وكلها أمور لا دليل من النص عليها!! بعض أخطاء المعالجين بالقرآن من أخطار المنهج الذي يتعامل به هؤلاء المعالجون مع هذه الحالات -وهذا يصدر عن حسن نية المعالج إن شاء الله- أنه يحاول أن يستثمر سلطة المرض في تحسين التزام هذا المريض بالإسلام، وهم يصيبون فعلاً حينما يقولون: هذا بسبب الذنوب والمعاصي، فيقول له مثلاً: الجني يأتي في البيت ويعاكسك بسبب وجود صور في البيت، أو فيه كلب، أو أنك تستمع الموسيقى، أو عندك تلفزيون أو فيديو.
لقول الله تعالى :{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }الجن6 وقد قال الله تعالى : وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء.