قص الشارب الشارب هو الشعر النابت على الشفّة العليا، وقد حثّت السنة النبويّة على قصّ الشارب وتوضيبه، وعدم تطويله في العديد من المواضع، وقد ورد ذكر ذلك في العديد من الألفاظ: كالقص، والحفّ، والنهك، والجز؛ حيث إنّ طول الشارب يجعله عرضةً لحمل قاذورات الفم والأنف، ممّا يجعله مكاناً جيّداً لانتشار الجراثيم والبكتيريا، وبالنتيجة انتشار الأمراض ونقلها، ومنبعاً للروائح الكريهة التي تُؤذي صاحبه وتُسبّب له بالأمراض والعدوى، كما تُؤذي كلّ من يراه أو يقترّب منه لتعرّضه للرّوائح الكريهة، أو نقل العدوى له نتيجة المُلامسة أو المُصافحة أو التقبيل، وحدّ قصّ الشّارب هو أن يقصّه ويُخفّفه حتى يظهر طرف الشفة العليا ولا ينزعه بالكلية، أمّا الروايات التي جاءت بجزّ الشّارب وحفّه فمعناها نزع ما طال منه حتى وصل إلى الفم، فكما أن لإطالة الشّارب مَضارّاً فإن لوجوده بشكله الصحيح مجموعةً من الفوائد الصحيّة وغيرها، وهو من مُستلزمات الفطرة البشريّة، كما أنّ طبيعة الرجل مجبولة على حُبّ إظهار شاربه الذي يدلّ على الرجولة.
ثم لأنه متى استقام قلب المسلم على معرفة الله سبحانه ، وعلى خشيته وتقواه في كل لحظةٍ ، وفي كل صغيرةٍ وكبيرةٍ ؛ استقامت جوارحه كلها على الطاعة والامتثال.