خرج الوالد إلى البيت ضحى يوم عيد الفطر المبارك من عام 1442هـ، وأقبل إليه الأهل فرحين، يقبّلون رأسه ويديه، والدموع تتطاير من محاجرها، هم يبكون بدمع بارد فرحاً، وكنت أبكي بدمع ساخنٍ قلقاً، وأرقبه وأرقبهم، ولم أشأ أن أكدر فرحتهم بخروجه كما كُدرت فرحتي، وإن كانت حالة الوالد الصحية يومئذ تكاد تفشي عن وضع صحي متأخر، غير أن عيون المحبين والمشتاقين لم تر إلا ابتسامة الثغر وبشاشة الوجه، دون رؤية هزال البدن وضعفه.
فقال: ما أراه أمامي من مؤشرات، يدعوني إلى إخراجه إلى الجناح، لكني لا أجرؤ على ذلك.
وكان الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء قد زار الشيخ محمد بن حسن الدريعي في المستشفى ودار محادثة بينه وبين الشيخ "الدريعي".
ه الموافق للثالث والعشرين من شهر يناير من عام???? كان وقع الخبر عليّ كالصاعقة إذ لم يكن هناك مقدمات ظهرت على الوالد تكشف عن تكوّن لهذا الداء الخطير في جسده، لقد كان الوالد يعاني من أمراض عارضة يمرّ بها غالباً مَن كان في مثل سنه، ولم يكن من بينها داء يشكِّل خطراً حقيقياً عليه، وظللت تائهاً لوهلة، وقد انعقد لساني، ولم أكد أفيق من هول الصدمة، حتى أغرقت الطبيب بسيلٍ من الأسئلة، وكان عليه أن يتحملها ويجيب عنها؛ فهو الذي بشرني أمس بقرب خروج الوالد ثم أجهز عليّ اليوم بهذا الخبر الصاعق.