تعقيب القرآن على موضوع الليل والنهار : لَكُمْ تفيد التخصيص والإكرام تفيد التخصيص والإكرام، فأنا قد أقول لك : هذه الهدية لك، أي أنا أتيت بها خصيصاً لك، فهذا من باب التكريم، أحياناً تقوم أنت بدعوة بعض الناس إلى العشاء، تدعوهم إلى العشاء، فتدعو ثلاثةً أو أربعة تقول: هذا العشاء لكم أنتم من أجل نجاح فلان، أي بسبب معين، فيأتون ويأتي معهم شخص لم يكن مدعواً فيدخل ويجلس على الطاولة ويأكل، لكن الدعوة ليست له، فربنا عز وجل عندما يقول لَكُمْ يشير إلى التخصيص والإكرام، جَعَلَ لَكُمُ ، الحيوان يستفيد من وجود الليل والنهار، والنبات يستفيد من وجود الليل والنهار، لكن الله جعل الليل والنهار لمن ؟ لك أيها الإنسان لأنك أنت المكرم، أنت المفضل على سائر المخلوقات، فجعل لك نظام الليل والنهار، وجعل لك هذا الأمر، الأنعام مخلوقة لكم وليست مخلوقةً للنبات ولا للمخلوقات الأخرى، هي لك، عندما تجد أن البقرة : أسلوب اللف والنشر في القرآن الكريم هل تخرج هذا اللبن من أجل أن ترضع وليدها؟ وليدها يحتاج عُشره أو أقل من العشر ويشبع، إذاً لمن هذا الحليب ؟ لكم، وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ هذا معنى لَكُمْ ، قال: وَمِن رَّحْمَتِهِ جل جلاله جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ هذا أسلوب في البديع، نحن عندنا في البلاغة علم البيان، وعلم البديع، وعلم المعاني، ثلاثة أقسام، علم البلاغة، والبلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال المخاطب، فيها علم البيان والبديع والمعاني، أحد علومه هو البديع، في البديع يوجد أسلوب اسمه: أسلوب اللف والنشر، ما معنى اللف والنشر؟ آتي بعدة كلمات ثم أعيد كلمات تعود على هذه الكلمات، فالصفة الأولى للاسم الأول، والثانية للثاني، والثالثة للثالث، هذا اسمه اللف والنشر، فهنا استخدم القرآن الكريم هذا العلم، أو نحن فهمنا هذا العلم من القرآن الكريم، قال تعالى: وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ الآن لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ لِتَسْكُنُوا فِيهِ عادت على الليل، على المذكور الأول، وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ عادت على المذكور الثاني، ما قال جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار لتبتغوا من فضله قال : جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ الآن لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وهذا من بديع القرآن الكريم، فالليل من أجل السكن، والنهار من أجل أن يكون هذا الضياء باعثاً لك لتبتغي من فضل الله، فتنزل إلى الأسواق وتتاجر، وتبيع وتشتري، وتأخذ وتعطي وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ الآن خاتمة الآية قال: وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ الآن تشكرون النعمتين معاً، الليل الذي كان للسكن، والنهار الذي كان لابتغاء فضلٍ من الله.
المجالات التي نهتم بهاأسئلة المنهج الدراسي لطلاب المملكة العربية السعودية أسئلة نماذج اختبارات قد ترد في الاختبارات النصفية واختبارات نهاية العام.