ومن نُسَّاكنا يزيد بن محمد بن مروان، كان لا يهدب ثوبًا ولا يَصبِغه ولا يَتخلَّق بخلوق ولا اختار طعامًا على طعامٍ، ما أُطعِم أَكَله، وكان يكره التكلف وينهى عنه.
٦ ـ روى البلاذريفي الأنساب ١ قال : لمّا أرسل عثمان إلى معاوية يستمدّه ، بعث يزيد بنأسد القسري جدّ خالد بن عبد الله بن يزيد أمير العراق وقال له : إذا أتيت ذا خشبفأقم بها ولا تتجاوزها ولا تقل : الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
ولو كان الدهاء مرتبةً والمكر منزلةً لكان تقدُّم هؤلاء الجميع السابقِين الأَوَّلِين عيبًا شديدًا في السابقِين الأَوَّلِين، ولو أن إنسانًا أراد أن يمدح أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا ثم قال: الدهاة أربعةٌ وعدهم، لكان قد قال قولًا مرغوبًا عنه؛ لأن الدهاء والمكر ليس من صفات الصالحِين، وإن علموا من غامض الأمور ما يجهله جميع العقلاء! وقالوا: ولنا ثلاثة في عصر كلهم يُسمَّى عليًّا، وكلهم كان يصلح للخلافة بالفقه والنُّسُك والمركب والرأي والتجربة والحال الرفيعة بين الناس: علي بن الحسين بن علي، وعلي بن عبد الله بن العباس، وعلي بن عبد الله بن جعفر.
أسلم معاوية قبل الفتح؛ لكنّه قام بإخفاء إسلامه إلى أن تم الفتح، فأعلن إسلامه هو وأمه وأبوه.