ويذكر عادة كمثال لهؤلاء السالكين اليهود؛ الذين غضب الله عليهم، لتنكبهم الصراط المستقيم عن علم.
والعبادةُ في اللغة تأتي من الذلة، يقال: طريقٌ معبّد، وبعير معبَّد، بمعنى : مذّلل وخاضع، وأما عن تعريف العبادة في الشرع فهو عبارة عمّا يجمعُ بين كمالَ المحبّةِ، والخضوع، والخوف في آن واحد داخل قلب المؤمن، والعبادة في تعريفها الشامل هي عبارة عن اسم جامع لكلِّ ما يحبُّه الله عزوجل ويرضا عنه من الأقوال والأعمال الباطنة أو الظاهرة، مثل الصلاة، والصيام والزكاةُ والحج وصدقُ الحديث، وأداءُ الأمانة لأصحابها، وبر الوالدين، وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، ومن ضمنها أيضاً جهاد الكفّار والمنافقينِ، والمعاملة الحسنة مع الجيران والعطف على اليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوكِ من البشر والبهائم، وومن ضمنها أيضاً الدعاءِ، والذكرِ وقراءة القرآن الكريم، وكل ما شابه ذلك هي من العبادة، وكذلك حبُّ الله ورسوله عليه لاصلاة والسلام، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدين له وتوحيده، والصبر على حكمه، والشكرُ لنعمه علينا، والرضا بقضائه وقدره، والتوكلُ على الله سبحانه وتعالى، والرجاءُ والطمع برحمته، والخوفُ من غضبه وعذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة لله عزوجل، لأن العبادةَ هي الغاية المحبوبةُ لديه، والمرضيةُ له، والتي خَلقَ الخلقَ لأجلها، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ.