وفي نهاية المطاف، إنّ كلّ حقائق الاستدلال ستكون قابلة للتحليل إلى أوّليات أو هويات، وبهذا يكون مبدأ التناقض عاملًا.
وبالعودة إلى ما ورد سابقًا: إنّ كلّ جوهر بسيط شبه ذهني يمثّل نفسه باعتباره يمتلك جسمًا ووضعًا بالنسبة للأجسام الأخرى، لكنّه بذلك يقدّم منظورًا للعالم إلى الذهن الإلهي.
لكن حتّى عندما يقبل لايبنيتس النمط الشائع للكلام، أي: القول بأنّ الحواسّ إذا كانت مسؤولة عِلِّيًا عن بعض الأفكار، فإنّه يقدّم بعض الحجج ضدّ الاّدعاء التجريبوي بأنّ الحواسّ هي أصل كلّ الأفكار؛ إذ يرى بأنّه بينما يمكن للموقف التجريبوي أن يفسّر مصدر الحقائق الممكنة، فلا يمكنه أن يقدّم تفسيرًا كافيًا لأصل الحقائق الضرورية وطبيعتها، وذلك لأنّ الحواسّ لا يمكن لها مطلقًا الوصول إلى مستوى الشمول الذي تتمتّع به أيّة حقيقة ضرورية، وأقصى ما يمكنها أن تفعله هو أن تزوّدنا بوسيلة للخروج باستقراء قويّ نسبيًا.
The Philosophy of Leibniz, Englewood Cliffs, NJ: Prentice Hall.