كان ينظر للربع الخالي على أنه منطقة طاردة غير ذات أهمية اقتصادية أو سكانية، نظرا لظروفه الطبيعية والمناخية والبيئية، وبقي مجهولا خلال العصور السابقة، حتى قرابة الثلث الأول من القرن العشرين الميلادي، حيث بدأ اهتمام الدول التي تقع أجزاء منه في أراضيها، وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والجمهورية اليمنية، بالبحث والتنقيب عن الثروات الطبيعية فيه، وفي المناطق الواقعة على أطراف الربع الخالي الشمالية الشرقية في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما اكتشفت قرب أطرافه الشرقية والجنوبية الشرقية في سلطنة عمان.
وتكتسب بيئة الربع الخالي سمات وصفات خاصة به، ألفها سكانه وأحبوها، وتعلقوا بها وتكيفوا معها رغم قساوتها، وفهموا أسرارها وقوانينها، وأكسبتهم صفات عديدة منها: الفطنة، والذكاء، والشجاعة، والكرم، والفراسة، وقص الأثر، وتعلموا منها الصبر وتحمل الشدائد، ورغم شظف العيش، وقحولة الأرض ووعورتها، ورمالها المتحركة، وصعوبة المناخ، وندرة المطر، وقلة مناهل المياه العذبة، فإن فيها صفاء ونقاء، ومواسم خير وجودة مراعي ينتظرها الأهالي - رغم قلتها - بشوق وصبر، ويفرحون بها ويستمتعون بخيرها، حيث يستمر ربيعه بضع سنوات.