وأسأل الله عز وجل أن يستعملنا في طاعته، وأن يجعلنا هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، إنه على كل شيء قدير.
لماذا؟ بعد أن كنا نتوقع أن يكون الشاب هو أمل الأمة، وهو الذي ينقذها بعد الله عز وجل، وهو الذي يرفع كبوتها، إذا بنا نتفاجأ أن الأمل قد ذهب، وإذا بنا نتفاجأ بأن الأمل أصبح ألماً، وأصبح الأب يتمنى أنه لم يرزق ولداً، بل قد يكون الولد هو سبب شقاء والده في الدنيا والآخرة، ينكس رأسه بالتراب، ويرخي رأسه في المجالس، ويلطخ السمعة، ويلطخ المستقبل، بل ويجره من هزيمة إلى هزيمة، ومن سجن إلى سجن، ومن قسم شرطة إلى قسم شرطة، ومن عار إلى عار، هل هذا هو الأمل الذي ننتظره؟ لو أن شاباً من هؤلاء الشباب الذين حطموا الآمال، لو كان والده يعلم أنه إن أتاه ولد سيكون هو سبب شقائه، وسيكون هو سبب تحطيم آماله لما والله دعا الله أن يكون له ولد، بل لاختار أن يكون عقيماً، وأن يموت عقيماً دون أن يرى ولداً يحطم كل آماله.