ومن الغزوات الكبيرة غزوتان ، واحدة سنة 89هـ؛ وصلَ فيها حتى مدينتي وهرقلية، وأخرى في سنة 92هـ؛ عبرَ فيها كل الأناضول، حتى بلغ.
غير أنه في أواخر العهد الأموي، عندما أخذت سلطة الخليفة في دمشق تضعف، أخذ عدد من الولاة يحتفظون بالفائض لأنفسهم، فكَوَّنُوا بذلك ثرواتٍ طائلةً.
ومن الأقوام الذين قدموا إليها كالآراميّين والآموريّين والآشوريّين والبيزنطيّين، ثمّ الفتح الإسلاميّ، ثمّ والأيوبيّين والعثمانيّين والفرنسيّين، فكلّ هذه الأمم قد تركت خلفها من شعبها ممن أعجبه المكان، ولم يرغب بالعودة من حيث أتى، ولكن هيمنة اللّغة العربيّة، جعلت الجميع يتكلّم بها، فجهلنا أصول وعروق غالبيّة الغرباء ممّن استوطنوا في دمشق وبلاد الشّام، ولكن هناك بعض اللّغات والمسمّيات التي تدلُّ على أصول وعروق أصحابها.
اضْطَربت الأوضاع كثيرًا بعد وفاة يزيد؛ حيث رفضَ الكثير من الناس بيعة أخيه إبراهيم، واعتبروه هو ويزيد مسؤولَيْن أساسيَّيْن عن مقتل الوليد، والفتن التي فجَّرها مقتلُه، وهُنا تدخل ابن عم إبراهيم ويزيد، ووالي أرمينية وأذربيجان ، وسارَ إلى دمشق على رأس جيش من 80,000 جنديّ، وكان قد أتاها من قبل في أيام يزيد، لكن ذاك استرضاه ووعده بالإصلاح، ولكنه عزمَ هذه المرة على خلع الخليفة، ودخل المدينة في شهر ربيع الآخر، سنة 127هـ، 745م ، فهربَ منها إبراهيم، وبويع مروان بالخلافة.