ولم ينسَ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- خديجة بعد وفاتها وزواجه من أمَّهات المؤمنين بل كان دائم الذِّكر لها، فقد كانت -رضي الله عنها- أكبر داعمٍ ومعين له على تبليغ دعوته، وأكبر مؤازرٍ له في أوقاته الحرجة تثبِّته وتبشِّره، كما كانت سنده العاطفيَّ والماليَّ أيضا، وما أن فقد النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- زوجته خديجة -رضي الله عنها- وفقد معها في نفس العام عمَّه أبا طالبٍ حتى تراكم الحزن في قلب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وزاد من تلك المصائب تجبُّر قومه وازدياد أذاهم له ولأصحابه فخرج إلى الطَّائف أملاً بأن يستجيبوا لدعوته ونصرته فما كان منهم إلا أن آذوه أشدَّ الأذى، فلمَّا رأى ما ناله وأصحابه من أهل مكة لجأ إلى صاحبه أبي بكر الصِّديق لتبدأ رحلة الهجرة النبوية.
شجرة نسب خديجة والتقاؤه بنسب النبي وباقي أمهات المؤمنين.