والمتأمل في هذا النص يجد زهير يعلن ولاءه بدون أي مخاوف او تحرج، فالوهم الذي وقع فيه جيش العدو ومنهم عزرة بان زهير كان عثمانياً قد انتهى دوره ورفع الستار عن الغطاء بإجابة زهير لعزرة في قوله: أفلا تستدل بموقفي هذا على أني منهم! أو قوله ع : إنّي لعلى بيّنةٍ من ربّي، وبصيرةٍ من ديني، ويقينٍ من أمري غرر الحكم: 3772 فهؤلاء هم أهل اليقين الذي لا يشوبه شك، وأهل البصائر النافذة، حيث يرون حقائق الغيب كأنها شهود أمام أعينهم، وذلك لأنهم على بيِّنة من ربهم، ومعرفة بخالقهم الذين عظُمَ الخالق في أنفسهم؛ فصغُر ما دونه في أعينهم، فهم والجنّةُ كمن قد رآها؛ فهم فيها مُنعَّمون، وهم والنارُ كمن قد رآها فهم فيها مُعذَّبون ، هؤلاء أهل الفضائل في هذه الأمة، وإن كانوا غير معروفين، ولكن أهل السماء يعرفونهم أكثر من أهل الأرض، لأن البشر خلدوا إلى الخفض وحب أمهم الأرض، ونسوا ربهم فأنساهم أنفسهم.
فإذا سار الحسين تخلّف زهير بن القين، وإذا نزل الحسين تقدّم زهير، حتّى نزلنا يوماً في منزل لم نر بداً من أن ننازله فيه.
الطبقات الكبرى: ج4، ص92.
فقال عزرة: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت إنما كنت عثمانيا.