.
فاطمة بن فضيلة تحرّش امرأتان تجلسان في مقهى على النهر تحتسيان كوبيْ عصير فالجعة شأن رجاليّ والقهوة شأن عاطفيّ وهما امرأتان مجرّد امرأتين «ما من نهر في الناحية» لكنهما كانتا تجلسان في مقهى على النهر تحتسيان كوبَيْ عصير بارد وتتجاذبان أطرافَ الذكريات عن رجل أحبّتاه معا وهجرتاه معا في الركن الآخر من المقهى في الركن المطلّ على النهر فتًى يبسط قوارير الجعة والأوراق البيضاء على ظهر الطاولة لا يشرب شيئا ولا يكتب شيئا امرأتان تجلسان في مقهى على النهر «لعلّ النهر اندلع خارج الصورة في قصيدة أخرى» تحتسيان العصير البارد وتتحرّشان بالفتى الجالس في الركن المطلّ على النهر وهو يضمّ رجليه في حركة لا إراديّة وينأى ببصره عنهما امرأتان تجلسان في مقهى على النهر «والنهر لازمة القصيدة» تتحرّشان بقوارير الجعة الملقاة على الطاولة والفتى يضمّ قواريره وينأى بظلّه عنهما امرأتان تجلسان في مقهى في النهر تحتسيان الجعة الباردة وتتحرّشان بأوراق الفتى النائمة على الطاولة فيحمل أوراقه ويغادر بخطى مرتبكة لم تنتبها وهما تحتسيان حبر الفتى المسكوب في الأوراق أنّ نهرا اندلع بينهما وأنّهما أنجبتا قصيدة عابثة تتحرّش بالعابرين في الطرقات منصف الخلادي كوميديا العاطل أراقب الصعود- كم يلزمه من سلم.