وصف الله تعالى هذه المساكن بأنها طيبة حسنة جميلة بقوله تعالى: «وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»، كما وصف بأن أهل الجنة سوف يكونون في أمن وسلامة ولا يخافون شيئا في الجنة وفي مساكنهم التي يسكنونها، قال تعالى: «زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ» أي هم في منازل الجنة العالية آمنون من كل بأس وخوف وأذى ومن كل شر يحذر منه.
وأفضل ما يعطاه أهل الجنة من النعيم هو رضوان الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم، وقد صرح الحق تبارك وتعالى برؤية العباد لربهم في جنات النعيم بقوله «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ»، والكفار والمشركون يحرمون من هذا النعيم العظيم، والتكرمة الباهرة، قال تعالى «كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى»، زاد في رواية: «ثم تلا هذه الآية: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ»، وقد فسرت الحسنى بالجنة، والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، كما يشير إليه الحديث.