كانت عيناه تفيضان بالشوق إلى صنعاء وهو يُقلد لهجة أهلها، بتلك اللذة التي تراها في عيني عاشق جديد، ثم نقر صدره وأوسعه بتنهيدة مفارق مغلوب، مردفًا: ماذا فعلتم بنا؟.
فأقبل بكفه من علو، يصافحني حتى اهتز جسدي وكل ما على طاولة المشاورات من ماء وأوراق وأقلام.
وعن يساره مذيع قدير واعلامي مخضرم كان أكثر حيوية، رغم بلوغه سن الخمسين وما جاوزها, تحدث عن جنوب اليمن الحزين، وكيف أثّرت غزوة الحوثيين الفاجرة في مطلع العام 2015م على الوئام اليماني المفترض، وما أظهرته تلك الغزوة المشينة من عداوات قاسية، لا تكاد تُنسى على المدى المنظور.
سام الغُباري بدأنا في اليوم الأول للمشاورات اليمانية الجادة، التموضع بأكثر من عشر مجموعات تدرس وتناقش وتستفيض في دراسة الواقع الراهن للإعلام اليمني، تنوعت المجموعات بين تخصصات ومتخصصين، وتشعبت لتشمل الإعلام الجديد، والرسمي، والأكاديميين، والمحترفين، وأهل التواصل الاجتماعي، أولئك الذين لا يتأخرون عن متابعيهم في بثوث مباشرة عن كل صغيرة وكبيرة.