على أن كل هذه الوسائل لم تكُن كافية لإقناع الدول؛ لأن الحكومة لم تكن تقوم باستهلاك الديون حسب الشروط، فعينت الدول عام ١٨٧٨ لجنة مالية لمراقبة حسابات الحكومة المصرية فرأت فيها عجزًا مقداره مليون ومائتا ألف جنيه، فتنازل إسماعيل باشا عن أملاكه الخاصة وأملاك عائلته للحكومة، وهي التي تعرف بأملاك الدومين.
قلنا: إنه رُبِّيَ في صبوته ببيت جربتجي براوسطة وتعلم في صغره ما يتعلمه أبناء تلك البلاد من ألعاب السيف والجريد والحكم وما شاكل، فنبغ فيها حتى إذا بلغ أشُدَّه انتظم في سلك الجهادية تحت إدارة مربيه، فأظهر في جباية الضرائب مهارة وبسالة عجيبتين، فرقَّاه إلى رتبة بلوك باشي وزوَّجه إحدى أزواج قرابته، وكانت مطلَّقة ولها مال وعقار فترك الجهادية وتعاطى التجارة، وعلى الخصوص في صنف التبغ؛ لأنه أكثر أصناف التجارة في بلاده.