.
وقال تعالى : أَفَلمْ يَنْظُرُوا إِلي السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُل زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَي لكُل عَبْدٍ مُنِيبٍ وَنَزَّلنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الحَصِيدِ وَالنَّخْل بَاسِقَاتٍ لهَا طَلعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا للعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلدَةً مَيْتًا كَذَلكَ الخُرُوجُ.
ف الرضا أساس القبول ولازمه القناعة والطاعة والتسليم ، فالرضا بالله ربا وهو أن لا يكره ما يجري به القضاء ويشكره على النعماء والسراء وصبر على البلاء والضراء ، والرضا بالإسلام دينا أن يخضع لأمر الله ونهيه ، فيذم ما ذمه الله ويكره ما كرهه الله ، لموافته رضاه في كل شيء شرعه الله ، على تفصيل العلم الذي جاءنا عن رسول الله صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ ، فما كان من خير وبر أمر الله به على الوجوب ، أو الاستحباب والمندوب ، رضي به العبد ونفذه على الوجه المطلوب ، وما كان من شر نهي عنه وحذرنا منه ، فعلى العبد أن يمتنع ويرتدع ، ويعلم أنه إذا اقترف سوءا فإنه يعترف بذنبه وخطيئته ، ويستوجب العقوبة بعدل الله وحكمته ، ويسارع لله في تقديم توبته ، وأنه لن يخالف أمرا من شريعته ، أما الرضا بمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا ألا يحدث في دين الله أمرا يخالف سنة نبيه صلي الله عليه وسلم قولا وفعلا ، ورضا الله عن العبد هو أن يراه مؤتمرا لأمره ومنتهيا عن نهيه.
ولا دنيا بزخرفها فتنتا - فرأس العلم تقوى الله حقا.