للمؤمنين الحامدين اللهَ على مصيبة فقدِ الولد صابرين محتسبين بيتٌ في الجنة يقال له: بيت الحمد؛ فعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم.
.
قال ابن القيم رحمة الله و لما كان سؤال الله الهداية الى الصراط المستقيم اجل المطالب ، ونيلة اشرف المواهب ، علم الله عبادة طريقة سؤالة ، وامرهم ان يقدموا بين يدية حمدة و الثناء عليه و تمجيدة ، ثم ذكر عبوديتهم و توحيدهم ، فهاتان و سيلتان الى مطلوبهم ، توسل الية باسمائة و صفاتة ، وتوسل الية بعبوديتة ، وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء … الى ان قال رحمة الله وقد جمعت الفاتحة الوسيلتين ، وهما التوسل بالحمد و الثناء عليه و تمجيدة ، والتوسل الية بعبوديتة و توحيدة ، ثم جاء سؤال اهم المطالب و انجح الرغائب ، وهو الهداية بعد الوسيلتين ، فالداعى فيه حقيق بالاجابة.
أجمل كلمات عن الحمد والشكر مكتوبة، فحمد المولى سبحانه وتعالى من الواجبات التي يجب على العبد ألا يغفل عنها، فقد أنعم المولى عز وجل على عباده بالكثير من النعم التي لا تُعد ولا تحصى، وقد كرم الإنسان في تلك الدنيا، وأقل ما يمكن أن يقدمه العبد نتيجة تلك النعم هو شكر الخالص على ما رزقه إياه، وقد وعد الله عز وجل أن يزيد رزق العباد الشاكرين، فقد قال الله في كتابه الكريم وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ، فالحمد والشكر يحفظ النعم من الزوال.