وخلال سنوات الاحتلال لم تكف إسبانيا عن سياسة " أسبنة " المدينتين نهائيا لابتلاعهما وتغيير هويتهما العمرانية والسكانية ، عازمة على تأبيد الاحتلال ووضع غطاء الشرعية عليه ، مستبقة أي مطالبة مغربية باستعادة المدينتين ، وفارضة أمرا واقعا سيكون إلى جانبها في أي مفاوضات مع المغرب بهذا الشأن ، وكان الجنرالات الإسبان يعلنون دائما أن حكومتهم " لن تعيد المدينتين بالسهولة نفسها التي تخلت بها فرنسا عن الجزائر الفرنسية ".
وظلت الحكومات الإسبانية، طيلة السنوات الماضية، ترفض الاعتراف بمغربية سبتة ومليلية؛ لأن ما يتعلق بالمدينتين بقي من اختصاص المؤسسة العسكرية الاسبانية كخط أحمر لم يكن من المسموح للحكومات المتعاقبة تجاوزه أو حتى إعادة النظر فيه.