ومع الفصل الثاني نتعرّف مفهوم الزّمن الأسطوري كما تراه الباحثة زمناً مطلقاً قابلاً للاستعادة والتكرار والعودة إلى البداية عبر الطقوس،إذ أنّ القيام بالشعائر القديمة يسمو على الزّمان الأسطوري الأولى،فالزّمن الأسطوري هو زمن البدايات والعود السّرمدي وهو زمن مقدّس لا يعترف بالحواجز،ومن هنا تنشأ قدسية الزّمن الأسطوري،وهو بالتأكيد ليس زمن النّاس الحاضر،بل هو زمن الخلق الأوّل الذي يتكرّر،كأنّه زمن الحلم.
ولكن أولاد حارتنا جاوزت ذلك كلّه،وعبرت الخطوط الحمراء في مارآه كثير من علماء الدين ومشايخ التطرّف الذين لم يفهموا الرّواية من حيث هي بنية خيالية،لا تقارب أيّ واقع تاريخي- مهما كان نوعه ومجاله- إلاّ بردّها إلى معانيها الثواني-بلغة الإمام عبد القاهر الجرجاني الأشعري- التي هي أصل المراد الذي لا يفهم إلاّ في تجاوب سياقاته.