فاستعن بالله، واقترب من الأخيارِ جهدكَ، وجاهد نفسك، وروضها على مصاحبةِ الأخيار، وانجُ بنفسك عن الأشرارِ، وأنقذها قبلَ العطب؛ فإنَّ ذلك عاملٌ مهمٌ في الهدايةِ إلى صراط الله.
ـ موانع الهداية: للهداية موانع كثيرة، أهمها: 1ـ الإعراض عن هداية الكتاب والسنة.
ويهدي للتي هي أقومُ، في التنسيقِ بين ظاهر الإنسان وباطنه، وبين مشاعرهِ وسلوكه، وبين عقيدتهِ وعمله، فإذا هي كلها مشدودة إلى العروةِ الوثقى التي لا تنفصم، متطلعة إلى أعلى، وهي مستقرة على الأرض، وإذا العملُ عبادة متى توجهُ الإنسان به إلى الله، ولو كان هذا العمل متاعاً واستمتاعاً بالحياة.
ـ وقال تعالى:" وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا" النساء: 115 ، أي: ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم فصار في شق والشرع في شق، وذلك عن عمد منه بعد ما ظهر له الحق وتبين له واتضح له ويتبع غير سبيل المؤمنين، هذا ملازم للصفة الأولى:" نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا" النساء: 115 أي: إذا سلك هذا الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسها في صدره ونزينها له استدراجاً له وجعل النار مصيره في الآخرة، لأن من خرج عن الهدى لم يكن له طريق إلا إلى النار يوم القيامة.