عن أبي سعيد رافع بن المعلى -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَلاَ أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآن قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِد؟» فَأخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنَا أنْ نَخْرُجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قالَ: «الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ».
ففي جميع الأمور ينقسم الناس إلى هذه الثلاثة الأقسام، في الواجبات، وفي المحرمات، وفي الفتن والخلافات المالية والأسرية والسياسية، فمن الناس من يعلم الحق ويعمل به، ومنهم من يعلم الحق ولا يعمل به، اتباعا لهواه، أو طلبا لدنيا زائلة، ومن الناس من يضل عن الحق جهلا، وهو يحسب أنه يحسن صنعا، وهذا التقسيم في جميع الأمور والأحوال، فمثلا: من الناس من يعلم أن الصلوات الخمس واجبة عليه، فهو يحافظ عليها في أوقاتها، فهذا علم الحق في هذا الأمر وعمل به، ومن الناس من يعلم أن الصلوات الخمس واجبة عليه، لكنه يتهاون بها، ويترك بعض الصلوات مع علمه بإثمه العظيم، فهذا تَشبَّه باليهود الذين يعلمون الحق ولا يعملون به، ويُخشى عليه غضب الله إن لم يتب إلى الله، ومن الناس من لا يعلم أن الصلوات الخمس واجبة عليه، ولا يعلم أنها عمود الدين، ولا يعلم أنه يأثم أعظم الإثم بترك صلاة واحدة، فأضاع الصلاة، واتبع الشهوات، ولا يصلي إلا صلاة الجمعة أو بعض الصلوات بحسب رغبته، فهذا ضال.
.
وتعدد القراءات يعني تعدد المعجزات لكتاب الله، ونحن في هذا البحث قمنا بدراسة لغة الأرقام في المصحف الإمام الذي أيدينا الآن، وأرقامه ثابتة لا ريب فيها، وإنني على يقين بأنه لو تم إجراء دراسة مقارنة للغة الأرقام في روايات القرآن فسوف يتم اكتشاف معجزة مذهلة، ولكن أين من يبحث ويتفكر ويتدبر في هذا الكتاب العظيم؟ إن كل حرف وكل رقم وكل نقطة في هذا المصحف ليست من صنع البشر، مع أن البشر هو الذين كتبوا المصحف ونقَّطوه ورقَّموا آياتِه وسوَرَه، ولكن هذا العمل تمَّ بحفظ ورعاية وإلهام من الله تعالى.