قَاْلَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: مَعْنَى حَاشَى فِي ڪَلَامِ الْعَرَبِ أَعْزِلُ فُلَانًا مِنْ وَصْفِ الْقَوْمِ بِالْحَشَى وَأَعْزِلُهُ بِنَاحِيَةٍ وَلَا أُدْخِلُهُ فِي جُمْلَتِهِمْ، وَمَعْنَى الْحَشَى النَّاحِيَةُ; وَأَنْشَدَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْحَشَى النَّاحِيَةِ بَيْتَ الْمُعَطَّلِ الْهُذَلِيِّ: بِأَيِّ الْحَشَى أَمْسَى الْحَبِيبُ الْمُبَايِنُ وَقَالَ آخَرُ: حَاشَى أَبِي مَرْوَانَ إِنَّ بِهِ ضَنًّا عَنِ الْمَلْحَاةِ وَالشَّتْمِ وَقَالَ آخَرُ: وَلَا أُحَاشِي مِنَ الْأَقْوَامِ مِنْ أَحَدٍ وَيُقَالُ: حَاشَى لِفُلَانٍ وَحَاشَى فُلَانًا وَحَاشَى فُلَانٍ وَحَشَى فُلَانٍ; وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: مَنْ رَامَهَا حَاشَى النَّبِيِّ وَأَهْلِهِ فِي الْفَخْرِ، غَطْمَطَهُ هُنَاكَ الْمُزْبِدُ وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ: حَشَا رَهْطِ النَّبِيِّ فَإِنَّ مِنْهُمْ بُحُورًا لَا تُكَدِّرُهَا الدِّلَاءُ فَمَنْ قَاْلَ حَاشَى لِفُلَانٍ خَفْضَهُ بِاللَّامِ الزَّائِدَةِ، وَمَنْ قَاْلَ حَاشَى فُلَانًا أَضْمَرَ فِي حَاشَى مَرْفُوعًا وَنَصَبَ فُلَانًا بِحَاشَى، وَالتَّقْدِيرُ حَاشَى فِعْلُهُمْ فُلَانًا، وَمَنْ قَاْلَ حَاشَى فُلَانٍ خَفَضَ بِإِضْمَارِ اللَّامِ لِطُولِ صُحْبَتِهَا حَاشَى، وَيَجُوزُ أَنْ يَخَفِضَهُ بِحَاشَى لِأَنَّ حَاشَى لَمَّا خَلَتْ مِنَ الصَّاحِبِ أَشْبَهَتِ الِاسْمَ فَأُضِيفَتْ إِلَى مَا بَعْدَهَا، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ حَاشَ لِفُلَانٍ فَيُسْقِطُ الْأَلِفَ، وَقَدْ قُرِئَ فِي الْقُرْآنِ بِالْوَجْهَيْنِ.
وحكى اللحياني : ما أكثر حشوة أرضكم وحشوتها ; أي حشوها وما فيها من الدغل.