! وقوله تعالى: أي أنها- نعوذ باللّه منها- لا يلقى أهلها إلا السوء والوبال، فهى أشأم وأسوأ مكان.
.
فإن هذا من شأنه أن يجور على صلة المؤمن بربه ويشغله كثيرا أو قليلا عن ذكره.
وقوله تعالى: أي زادهم هذا الطلب الموجّه إليهم من النبي نفورا إلى نفورهم، فهم نفروا أولا، لأنهم لا يعرفون الرحمن، وهم نفروا ثانيا، لأن الذي يدعوهم إليه إنسان، من الناس، وليس ملكا من الملائكة، كما كانوا يقترحون! وليس هذا المشي الهيّن، أو الإمساك عن الفحش من القول، هو عن ضعف وذلّة، وإنما هو عن قوة نفس، ومتانة خلق، وكرم طبيعة.