د ـ آقوسي الشمس الأمير جمال الدين: كان جندياً قوياً، وأميراً موصوفاً بالشجاعة والإقدام والجرأة في التنفيذ، وقد كان خشداشيا عند الأمير بدر الدين البيسري، كما خدم عند غيره، وقد ظهرت عليه تطلعات الإرتقاء إلى المناصب العالية، حتى إذا كانت معركة عين جالوت، شكل من وحدته العسكرية، وقصد مقر قيادة المغول، حتى إذا كان قاب قوسين أو أدنى من القائد العام للجيش المغولي انقض عليه وأصابه وطرحه أرضاً وأسر كتبغا، ولما رأى الجيش المغولي وقد أسر قائده خارت قواه وضعفت معنوياته، وبهذا فقد حقق آقوشي نصراً لجيشه، بل كان منعطفاً تاريخياً ثم ولي فيما بعد نيابة حلب وبقي فيها حتى توفي.
وعلق نور الدين خليل على شجاعة القائد المغولي والقصص المنسوبة إليه فقال: وننظر إلى تلك الروايات ببالغ الريبة، بل والإنكار، فكيف حصل الهمذاني على رسالة شفهية حملها مجهول بلغة مغولية، بطبيعة الحال، هذا إن كانت هناك رسالة أصلاً وكذلك الحال فيما يتعلق بالروايات الأخرى، لا شك أن تلك الروايات محض اختلاف وتصور خيال، حتى وإن رددها المؤرخون الواحد تلو الآخر، سواء مؤرخو العرب أو الغرب.